الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
942- الحَدِيث الْحَادِي عشر:حَدِيث مُوسَى وَقَارُون لما أذن الله للْأَرْض أَن تطيع مُوسَى فَأمرهَا مُوسَى فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِم.طوَّله المُصَنّف.قلت اخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أَتَى مُوسَى قومه أَمرهم بِالزَّكَاةِ فَجَمعهُمْ قَارون فَقَالَ لَهُم جَاءَكُم بِالصَّلَاةِ وَجَاءَكُم بأَشْيَاء فاحتملتموها فَتَحملُوا أَن تُعْطُونَهُ أَمْوَالكُم فَقَلُّوا لَا نَحْتَمِلُ أَن نُعْطِيه أَمْوَالنَا فَمَا ترَى قَالَ أرَى أَن أرسل إِلَى بغي من بني إِسْرَائِيل فَتَرْمِيه بِأَنَّهُ أَرْدَاهَا عَلَى نَفسهَا فَدَعَا الله مُوسَى عَلَيْهِم فَأمر الله الأَرْض أَن تُطِيعهُ فَقَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى أَعْنَاقهم فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم فَغَيَّبَتْهُمْ فَأَوْحَى الله إِلَى مُوسَى يَا مُوسَى سَأَلَك عبَادي وَتَضَرَّعُوا إِلَيْك فَلم تجبهمْ فَوَعِزَّتِي لَو أَنهم دَعونِي لَأَجَبْتهمْ قَالَ ابْن عَبَّاس وَذَلِكَ قَوْله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض} خسف بِهِ إِلَى الأَرْض السُّفْلَى انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ. انتهى.وَرَوَاهُ عبد الرازق ثمَّ الطَّبَرِيّ فِي تفسيريهما أخبرنَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان قَالَ سَمِعت عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي وَهُوَ مُسْتَند إِلَى الْمَقْصُورَة فَذكر نَبِي الله سُلَيْمَان بن دَاوُد وَمَا آتَاهُ الله من الْملك ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة {أَيّكُم يأتيني بِعَرْشِهَا حَتَّى بلغ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقرًّا عِنْده قَالَ هَذَا من فضل رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أم أكفر} وَلم يقل هَذَا من كَرَامَتِي ثمَّ قَرَأَ إِن رَبِّي غَنِي كريم ثمَّ ذكر قَارون وَمَا أُوتِيَ من الْكُنُوز فَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتهُ عَلَى علم عِنْدِي قَالَ بلغنَا أَنه أُوتِيَ الْكُنُوز وَالْمَال حَتَّى جعل بَاب دَاره من ذهب وَجعل دَاره كلهَا من صَفَائِح الذَّهَب وَكَانَ الْمَلأ من بني إِسْرَائِيل يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ يُطعمهُمْ الطَّعَام وَيَتَحَدَّثُونَ فَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلم تَدعه الْقَسْوَة وَالْبَلَاء حَتَّى أرسل إِلَى امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل مَذْكُورَة بِجَمَال مَعْرُوفَة بِأَفْعَال لَهَا هَل لَك فِي أَن أُمَوِّلك وَأُعْطِيك وَأَخْلِطك بِنِسَائِي عَلَى أَن تَأتِينِي وَالْمَلَأ من بني إِسْرَائِيل عِنْدِي فتقولين يَا قَارون أَلا تنْهَى مُوسَى عني فَقَالَت بلَى قَالَ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابه واجتمعوا عِنْده دَعَاهَا فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسهم فَقلب الله قَلبهَا وَرِزْقهَا التَّوْبَة فَقَالَت مَا أجد الْيَوْم تَوْبَة من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله فَقَالَت إِن قَارون بعث إِلَيّ وَقَالَ لي كَيْت وَكَيْت وَإِنِّي لم أجد الْيَوْم تَوْبَة فضلا من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله قَالَ فَنَكس قَارون رَأسه وَعرف أَنه قد هلك وَفَشَا الحَدِيث فِي النَّاس حَتَّى بلغ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ شَدِيد الْغَضَب فَلَمَّا بلغه ذَلِك تَوَضَّأ وَصَلى وَسجد فَبَكَى وَقَالَ يَا رب عَدوك قَارون كَانَ لي مُؤْذِيًا وَذكر أَشْيَاء ثمَّ لم ينْتَه حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي يَا رب سَلطنِي عَلَيْهِ قَالَ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أَمر الأَرْض بِمَا شِئْت فَتُطِيعك فجَاء مُوسَى يمشي إِلَى قَارون فَرَآهُ قَارون فَعرف الْغَضَب فِي وَجهه فَقَالَ يَا مُوسَى ارْحَمْنِي ثمَّ قَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ قَالَ فَأَخَذتهم الأَرْض إِلَى أَقْدَامهم وَسَاخَتْ دَاره عَلَى قدر ذَلِك فَقَالَ قَارون يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ وَسَاخَتْ دَاره فِي الأَرْض عَلَى قدر ذَلِك وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى حُلُوقهمْ وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَخسفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَأَصْحَابه فَقيل لَهُ يَا مُوسَى مَا أفضك أما وَعِزَّتِي لَو إيَّايَ دَعَا لِرَحْمَتِهِ. انتهى.قَوْله: وَفِي الْأَخْبَار والْآثَار مَا يدل عَلَيْهِ يَعْنِي وُقُوع الرعب فِي قُلُوب جَمِيع النَّاس يَوْم الْموقف.قلت أما الْأَخْبَار فَمِنْهَا حَدِيث الشَّفَاعَة عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث طَوِيل وَفِيه يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين فِي صَعِيد وَاحِد فَيبْصرُهُمْ النَّاظر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي تَدْنُو مِنْهُم الشَّمْس فَيبلغ النَّاس من الْغم وَالْكرب مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يحْتَملُونَ ثمَّ سَاق الرَّاوِي الحَدِيث إِلَى أَن آدم يَقُول نَفسِي نَفسِي وَكَذَا إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى.وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا الحَدِيث بِطُولِهِ.944- قَوْله: عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ أَن يكون شِرَاك نَعله أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه يدْخل تحتهَا يَعْنِي قَوْله تعالى: {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا}.قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن وَكِيع عَن أَبِيه عَن أَشْعَث السمان عَن أبي سَلام الْأَعْرَج عَن عَلّي قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ من شِرَاك نَعله أَن يكون أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه فَيدْخل فِي قَوْله تعالى: {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا}. انتهى.وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ثَنَا وَكِيع عَن أَشْعَث بِهِ.945- الحَدِيث الثَّانِي عشر:عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قَرَأَ طسم الْقَصَص كَانَ لَهُ من الْأجر بِعَدَد من صدق مُوسَى وَكذبه وَلم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا.قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِنَقص من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن حواص ثَنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء ابْن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قَرَأَ طسم الْقَصَص لم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا إِن كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ ترجعون. انتهى.وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد الأول فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَبِسَنَدِهِ الثَّانِي بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ.وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.
جزعا أي فزعا.{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ} (4) أي عظم وشرف وغلب عليها وطغى.{وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا} (4) أي فرقا متفرقين، قال الأعشى: أي الأصحاب والجماعات في تفرقة.{وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} (9) ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: هذا قرة عين لى ولك وعلى هذا التفسير وقعت {قُرَّتُ عَيْنٍ}.{وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغًا} (10) مجازه: فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يغرق ومنه قولهم دم فرغ أي لا قود فيه ولا دية فيه.{وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} (11) أي ابتغى إثره، يقال: قصصت آثار القوم.{فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} (11) وأبصرته لغتان، عن جنب عن بعد وتجنب، ويقال: ما تأتينا إلا عن جنب وعن جنابة، قال علقمة بن عبدة: وقال الحطيئة: {يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ} (12) أي يضمونه.{بَلَغَ أَشُدَّهُ} (14) بلغ أي انتهى وموضع أشدّه موضع جميع ولا واحد له من لفظه. قال الفراء والكسائي واحد الأشدّ شدّ على فعل وافعل مثل بحر وأبحر، أشده مضعف مشدّد.{وَاسْتَوى} (14) أي استحكم وتمّ.{فَوَكَزَهُ مُوسى} (15) بمنزلة لهزه في صدره بجمع كفه، فهو اللكز واللهز.{فَقَضى عَلَيْهِ} (15) أي فقتله وأتى على نفسه.{فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا} (17) أي معينا خائفا.{يَتَرَقَّبُ} (18) أي ينتظر.{فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} (18) مجازه فإذا ذلك الذي كان استنصر هذا يستصرخه أي يستصرخ الذي كان بالأمس استنصره وهو من الصارخ يقال: يا آل بنى فلان يا صاحباه.
|